حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته من أن سعي الاتحاد الأوروبي إلى بناء مسار أمني مستقل قد يضر به، مؤكدًا أن الناتو يتفوّق اقتصاديًا وعسكريًا، وأن المطلوب من الدول الأوروبية هو زيادة إنفاقها الدفاعي وتحمل مسؤوليات أكبر داخل الحلف.

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يتحول إلى بديل عن الناتو في المجال الأمني والدفاعي، مشددًا على أن الحلف يتفوّق على الاتحاد الأوروبي سواء من حيث القوة العسكرية أو الحجم الاقتصادي.

وأوضح روته أن أي توجه من الاتحاد الأوروبي للسير في مسار أمني منفصل لن يؤدي إلا إلى الإضرار بمصالحه، داعيًا الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو إلى الاستجابة لمطالب واشنطن وزيادة إنفاقها على الجيوش والدفاع.

وأشار إلى أن الدول الأعضاء في الناتو من داخل الاتحاد الأوروبي لا تمثل سوى نحو ربع الناتج الاقتصادي الإجمالي للحلف، مؤكدًا أن المطلب الأساسي للولايات المتحدة من شركائها الأوروبيين يتمثل في رفع ميزانيات الدفاع وتحمل قدر أكبر من المسؤولية في حماية الأمن الجماعي.

وفي هذا السياق، ذكّر روته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد طالب، خلال قمة الناتو التي عُقدت في لاهاي في يونيو/حزيران الماضي، الدول الأعضاء بالتعهد برفع إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا بحلول عام 2035.

وأثار هذا المقترح اعتراض عدد من الدول الأعضاء، من بينها سلوفاكيا وإسبانيا، حيث اعتبرت مدريد أن هذه الزيادة غير ممكنة عمليًا، وأبدت أشدّ أشكال المعارضة، إلا أن ترامب لوّح بفرض رسوم جمركية على الدول التي لا تلتزم بهذه التعهدات.

وتعكس تصريحات "روته"  استمرار الجدل داخل الناتو حول تقاسم الأعباء الدفاعية، ودور الاتحاد الأوروبي في المنظومة الأمنية الغربية، في ظل تصاعد التحديات الجيوسياسية العالمية. (İLKHA)